InfoSanté

InfoSanté

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع

 

طوال الأسبوع الأول من شهر غشت، سوف نسلط الضوء على موضوع مهم وهو الرضاعة الطبيعية. تحتفل العديد من الدول حول العالم بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية من الفاتح إلى السابع من غشت، يفتتح هذا المقال حول فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع سلسلة المنشورات التي ستتطرق للموضوع بشكل كامل طيلة هذا الأسبوع.

 

تكون حليب الأم والرضاعة:

 

يحتاج المولود الجديد إلى الحليب كغذاء وذلك منذ أيامه الأولى، لتلبية هذه الحاجة الغذائية تحدث ظاهرة فسيولوجية طبيعية في جسم المرأة تمكن من إنتاج الحليب. يتم تحفيز إنتاج حليب الأم بفضل الهرمونات في نهاية الحمل وبذلك يتهيأ جسم الأم لتزويد الرضيع بالغذاء الذي يحتاجه. كمية الحليب التي يتم إنتاجها متوازنة بشكل طبيعي حيث يزيد إنتاج الحليب عند تحفيز الثديين بشكل أكبر وينخفض إذا قل التحفيز.

تشكل الرضاعة الطبيعية وسيلة لتغذية الرضيع عن طريق الحليب المنتج على مستوى الثديين. وتعتبر كل رضاعة طبيعية لحظة تقارب حميمي تقوي الروابط العاطفية بين الأم والطفل.

 

 على ماذا يحتوي حليب الأم؟

 

تختلف تركيبة حليب الأم حسب الفترة التي ينتج فيها ويمكن التمييز بين ثلاثة أشكال من حليب الأم:

 

اللبأ:

يسمى الحليب الأول الذي ينتجه الثديين عند اقتراب الولادة وخلال الأيام الأولى بعدها. يعتبر اللبأ "اللقاح الأول" للطفل ويتكون من ثلثين من الأجسام المضادة لتزويد الطفل بحاجز أول ضد الأجسام المسببة للأمراض والالتهابات. يحتوي اللبأ على نوع من السكريات (البروبيوتيك) تمكن من نمو الأجسام المعوية النافعة عن طريق تحفيز الكائنات الحية الدقيقة في القولون. يظهر اللبأ كسائل أصفر اللون ويحتوي على عناصر غذائية عديدة كالبروتينات والفيتامينات والأحماض الدهنية والأنزيمات والمعادن وعوامل النمو والسيتوكينات. 

 

الحليب الانتقالي: 

 

تتغير تركيبة حليب الأم مع مرور الوقت حيث يعوض الحليب الانتقالي اللبأ. تأتي تسمية الحليب الانتقالي من كونه يشكل جسرًا بين اللبأ والحليب الناضج ويمكن التغير في تركيبة الحليب من التأقلم التام مع حاجيات الرضيع الغذائية لضمان نومه على أحسن وجه. الحليب الانتقالي غني بالدهون واللاكتوز، ويتغير محتواه من البروتينات مقارنة باللبأ بالإضافة إلى ارتفاع كمية الحليب المنتجة خلال هذه المرحلة (بين 600 و700 مل في اليوم).

 

الحليب الناضج:

 

الحليب الناضج هو الحليب الذي تستقر تركيبته على المدى الطويل بحيث يوفر كل العناصر الأساسية لنمو جيد. يمكن أن تتغير تركيبة الحليب الناضج بشكل طفيف حسب حالة الأم أو حاجيات الرضيع، ويحتوي هذا الحليب على العناصر الغذائية الآتية: البروتينات، الدهون، البروتيد، الكربوهيدرات، الأملاح المعدنية، الفيتامينات، إلخ…

 

فوائد الرضاعة الطبيعية للرضيع:

 

يتبين من خلال كل ما سبق أن حليب الأم هو مزيج غني من العناصر الغذائية التي تسد حاجيات الرضيع بشكل تام وتضمن نموه وصحته من خلال التحول في تركيبة الحليب عبر الفترات. فوائد الرضاعة الطبيعية للرضيع عديدة ومن بينها:

 

الحماية من الالتهابات والجراثيم بفضل الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم.

تحسين العبور المعوي وحماية الكبد والكلي.

حليب الأم سهل الهضم ويحتوي على البروبيوتيك المفيد لصحة أمعاء الرضيع.

تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.

يتكيف حليب الأم باستمرار مع احتياجات الطفل ويزوده بالعناصر الغذائية بكمية كافية.

تساعد الأحماض الدهنية في حليب الأم على نمو المخ والرؤية.

تقوي الرضاعة الطبيعية الروابط العاطفية بين الأم والرضيع وتجعل الطفل يشعر بالأمان.

تزداد المكونات الواقية في حليب الأم لتسهيل شفاء الرضيع عند إصابته بمرض ما.

حليب الأم مهم خاصة للأطفال الخدج لأنهم أكثر عرضة للأمراض ويحتاجون إلى كمية أكبر من العناصر الغذائية.

 

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم:

 

بالرغم من كون الرضيع هو الذي يتغذى بحليب الأم، فإن للرضاعة الطبيعية فوائد عديدة على صحة الأم. طوال فترة الرضاعة تحدث تغيرات في جسم الأم تؤثر إيجابياً على صحتها، من أهم هذه الفوائد نجد ما يلي:


 

انخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام.

انخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وخاصة سرطان الثدي والمبيض.

تمكن الرضاعة الطبيعية من تحفيز تقلصات الرحم وبالتالي تسرع من عودته إلى شكله الأصلي.

تساعد الرضاعة الطبيعية على نقص الوزن.

أثناء الرضاعة الطبيعية يفرز جسم الأم هرمون الأوكسيتوسين الذي يقلل القلق والتوتر.

 

يمكن القول أن حليب الأم يفوق بكثير أي حليب اصطناعي من ناحية الجودة الغذائية حيث يتغير باستمرار لسد كل حاجيات الرضيع وضمان نموه. توصي منظمة الصحة العالمية (OMS) بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل نظرا لفوائدها الصحية العديدة. تشكل لحظات الرضاعة فرصة لتقوية الروابط العاطفية بين الأم ورضيعها حيث تمد الأم طفلها بكل ما يحتاجه بعطف وحب وحنان.


Retour
من خلال الاستمرار في التصفح، فإنك تقبل إيداع "الكوكيز" التي تهدف إلى عرض مقاطع فيديو وأزرار للمشاركة وتحميل المحتويات من الشبكات الاجتماعية