InfoSanté

InfoSanté

كيف يوفر الجسم حاجياته الطاقية أثناء فترة الصيام؟

كيف يوفر الجسم حاجياته الطاقية أثناء فترة الصيام؟

 

خلال شهر رمضان، يبدأ جسمنا تدريجياً في التكيف مع ممارسة الصيام. بفضل قدراتنا على التأقلم و الميكانيزمات المحكمة للجسم، نستطيع إيجاد مصادر بديلة للطاقة أثناء فترة الصيام بالنهار وإعادة تشكيل احتياطاتنا الطاقية بعد الإفطار. لفهم كيفية تكيف الجسم مع الصيام، يجب علينا اكتشاف الوسائل التي من خلالها ينتج ويخزن جسمنا الطاقة.

 

من أين تأتي طاقة الجسم؟

 

يتكون جسم الإنسان من عدد مهم جدا من الخلايا يصل إلى عدة ملايير، تجتمع هذه الخلايا لتشكل أنسجة وأعضاء الجسم. ليشتغل جسم الإنسان والخلايا التي تشكله بشكل جيد، فإنه يحتاج إلى الطاقة. يستمد الجسم طاقته من التغذية التي توفر له مجموعة من العناصر الغذائية الضرورية لضمان صحتنا الجيدة وبقائنا على قيد الحياة. إنتاج الطاقة من خلال الأغذية المستهلكة هو عملية معقدة تضم مجموعة من التفاعلات الكيميائية من أجل فرز الجزيئة الطاقية بامتياز وهي ما يسمى ATP أو الأدينوزين ثلاثي الفوسفات.

 

يتم إنتاج الأدينوزين ثلاثي الفوسفات على مستوى بنية صغيرة داخل الخلية تسمى الميتوكوندريا. تأوي كل خلية بشرية داخلها مجموعة من الميتوكوندريا يختلف عددها حسب نوع الخلية. وبالتالي، بمجرد دخول الأغذية إلى جسمنا عبر الفم، تنطلق سلسلة من العمليات لتزويدنا بالطاقة الضرورية لجميع وظائفنا: الحركة، التفكير، توازن الجسم، إلخ. تهضم الأغذية المستهلكة طيلة الجهاز الهضمي لإنتاج العناصر الغذائية التي تنقل عبر الدم إلى كل خلايا الجسم من أجل إنتاج الأدينوزين ثلاثي الفوسفات عن طريق الميتوكوندريا.

 

الجلوكوز، مصدر رئيسي للطاقة

 

يمكن أن نعتبر التغذية كمصدر للوقود بالنسبة لجسمنا. تشكل البروتينات والسكريات (الكربوهيدرات) والدهون العناصر الغذائية الكبرى التي يحتاجها الجسم، هاته الجزيئات لا تكفي وحدها لسد احتياجات الجسم وضمان اشتغاله بشكل سليم، لذلك فإن جسم الإنسان يحتاج إلى المعادن والفيتامينات وعناصر دقيقة أخرى.

 

تشكل الكربوهيدرات المصدر الرئيسي للطاقة في جسم الإنسان. أثناء الهضم، يتم تحويل السكريات أو الكربوهيدرات إلى جلوكوز، تطرأ على جزيئات الجلوكوز مجموعة من التحولات الأخرى لإنتاج ال ATP في الخلايا وتوفير الطاقة التي نحتاجها. يملك جسم الإنسان أيضا القدرة على تخزين الجلوكوز الزائد على شكل جليكوجين في العضلات وفي الكبد. عندما تشبع مخازن الجليكوجين، يقوم الجسم بتخزين الجلوكوز الزائد على شكل أنسجة دهنية أو ما نسميه بالدهون أو الكتلة الدهنية، يتبين مما سبق أن تغذية غنية بالسكريات تعرض إلى تراكم الكتلة الدهنية.

 

كيف تستغل الاحتياطات الطاقية أثناء الصيام؟

 

كما ذكرنا سابقًا في هذا المقال، فإن جسم الإنسان باستطاعته تكوين احتياطات طاقية للتكيف مع فترات نقص العناصر الغذائية. الجليكوجين المخزن على مستوى العضلات والكبد يشكل وحده مخزونا يتراوح بين 1600 و2000 سعرة حرارية، ما يعادل متوسط السعرات الحرارية في التغذية اليومية. يتميز الجليكوجين بإمكانية تحويله بشكل سهل وسريع إلى جلوكوز ينتقل عبر الدم لضمان تزويد الخلايا كل الخلايا بالطاقة.

 

المخزون الثاني الذي يستغله الجسم للتزود بالطاقة هو الأنسجة الدهنية التي يمكن لها أن تستغل بدورها في إنتاج الأدينوزين ثلاثي الفوسفات. يعزز نفاذ مخزون الجليكوجين لجوء الجسم إلى الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة وضمان اشتغاله بشكل عادي، يلعب الكبد دورا مهما للغاية في عملية تشكيل واستغلال المخزونات الطاقية للجسم.

 

يمكن أيضًا للجسم أن يحول البروتينات إلى مصدر للطاقة كملاذ أخير عندما لا يمكن الجليكوجين والأنسجة الدهنية من سد احتياجات الجسم الطاقية بشكل فعال، غير أن هذه العملية لا تطرأ إلا بعد حرمان من الطعام لفترة مطولة تمنع الجسم من إعادة تأسيس مخزونات الجليكوجين والأنسجة الدهنية.

 

خلال شهر رمضان المبارك، يجدد جسمنا احتياطاته الطاقية بعد الإفطار مما يمكننا من الصيام بشكل صحي طيلة هذا الشهر الفضيل، بل أحسن من ذلك، فإن الصيام يحسن حالتنا الصحية عبر تنقية للذات والنفس.

Retour
من خلال الاستمرار في التصفح، فإنك تقبل إيداع "الكوكيز" التي تهدف إلى عرض مقاطع فيديو وأزرار للمشاركة وتحميل المحتويات من الشبكات الاجتماعية